شعر محمود درويش وملوك النفط
قرأتُ (لمحمود درويش) شعراً
فخلتُ بأني أجوب الفضاء بمركبة رائعهْ..
عجزتُ عن القول.. عما يدور بداخل نفسي
وحلَّقتُ.. حلَّقتُ حتى رأيتُ الوجود
صغيراً.. وعالمنا نقطةً لا تُقاسُ..
كحبة رملٍ..
ورحتُ أسائل نفسيَ..
عن لغة تستطيع احتضانَ الذي
قاله شاعر (كمحمود درويش)
عن شعبه.. وعن أرضه..
وعن غربة.. وارتحال يعاني الملايين منهُ
ونحن هنا نجلس القرفصاءَ..
ونقرأ أشعاره..
ونرقص مثلَ الدراويش.. حتى ندوخَ
على نغم الحزن والاغترابِ..
على نغم الموت والانفصام ِ
على نغم اللاجئين.. يعيشون من
عشرات السنين.. بكلِّ بلاد الوجودِ
وتحت الخيام.. شتاءً وصيفاً
وهم يأملونَ.. بأن يرجعوا
إلى القدس يوماً
إلى الناصرهْ..
إلى صفدٍ والجليل..
إلى طولكرم ويافا..
إلى بيت لحمٍٍ وحيفا..
* * *
لماذا ترى نحن لا نرجعُ؟!
تقول قصائد (محمود درويش) دوماً..
وهأنذا أسألُ..
فأين الملوك الأُلى أقسموا..
بأنهمُ سيعيدون شعبَ فلسطينَ
كالعشب والزهر والبرتقال.. إلى أرضِهِ
لعلَّ ربيع العروبة لن يتأخَّرَ يوماً
كما وعدوا.. منذ ستين عاماً
فموعدنا قادم.. هكذا صرَّحوا..
فنحن الملوكَ.. سنطرد كلَّ اليهود
إلى البحر.. سوف نردُّ اللئامَ..
فهمْ من هنالك جاءوا..
وقد جهلوا.. أننا
صناديدُ يعربَ.. نحن الملوكَ
وأنَّا قطعنا عهوداً.. سنوفي بها
لأنَّ وعودَ الملوك وعودُ شرفْ..
وأنَّا مسكنا شواربنا
وقلنا: بحقِّ الشواربِ
سوف نعيدُهُمُ لديارهمُ آمنينْ..
ولكن ألا يستطيعونَ شيئاً من الانتظارِ..
ولو بضعةً من قرونْ..
غداً سنجدد كل الخيام التي يسكنونْ..
وسوف نجهِّزُها.. كالقصور التي نسكنُ
بأفخر فرش.. وخير أثاث
وبالايركوندشنْ.. بآلات فاكسٍ..
وبـالخـلـويِّ من التليفـونـات..
والدشِّ.. حتى يرى شعبنا في الخيامِ
لقاءَ الملوك.. بكلِّ اجتماعاتهمْ..
وكي يعلم اللاجئونَ.. بأنَّا سنبقى
على عهدنا.. إلى أن يعودوا
إلى أرضهم سالمينْ
كما قال (محمود درويش).. في شعره
فهم يطلبون الرجوع إلى أرضهمْ
ونحن لها..
فهذا كلام ملوك..
ووعد ملوك.. فلا تيأسوا..
ومَنْ ذا يشكُّ بتلك الوعودِ؟!
وعودِ الملوك.. الأُلى أقسموا
بالشواربِ.. فلتبشروا..
فيا شاعر الأرضِ واللاجئينَ..
أخَ العُرب.. (محمود درويش) غنِّ لنا
وأَنشدْ.. فَنحن نحبُّ القريضَ..
ونهوى القصائد.. من كلِّ لون وبحرٍ..
متى سوف تسمعنا غزلاً؟!
أيها الشاعر الفذُّ.. قلْ بعضَهُ..
بسلمى وهند وليلى..
وقلْ بعضه عن الشقراوات الحسانِِ
فنحن أتينا بهنَّ.. من الغرب..
قلْ بعض شعرك فيهنَّ
قبل فوات الأوانِ..
فإن نضبَ النفط يوماً بأرض العربْ
وأصبح كلُّ ملوك العربْ
رعاة إبلْ
كما كان أجدادهمْ منذ وقت قصيرٍ
وليس لهم في البنوك حسابٌ
لكي يشتروا.. المزيدَ من الشقراواتِ
مِنَ الغربِ.. حُقَّ لنا أنْ نخافَ..
إذا تم ذلك.. أن بني الغربِ
يأتون كي يشتروا.. من ديار العربْ
سُـليمى وهنداً وليلى..
ترى هل نبيع بنات العربْ ؟!
لِمَ لا؟!؟!
ومن يستطيع الحياة بدون الدولار؟!
وكيف سنبتاع وسكي؟!.. بدون الدولارِ؟!
إذا نضبَ النفط سوف نبيع البنات
فأجدادنا وأدوهنًّ قبلاً
إلى أن أتاهمْ نبي وحرَّم وأدَ البنات
فهل يرسل الله يوماً نبياً إلينا؟!
لماذا تراه سيفعل ذاكَ؟!
ألسنا من الأتقياء؟!
ألسنا نصوم؟! ألسنا نصلي؟!
ونركب خيلاً.. ونلعب بالسيف والترس
حتى يخاف اليهود؟!
ونقرأ شعراً؟!
فقولوا (لمحمود درويش) أن يكثر الشعر
إنَّـا نحبُّ قصائده..
ولكنْ ليمزج حزن الغريب بأشعاره
ببعض المديح.. لأبطال هذا الزمانِِ
ملوكِ العربْ..
فطرد اليهود قريب..
فقولوا إذاً: إذا الله شاءَ
طردنا اليهودَ
بعون السميع القدير المجيب
إذا الله شاءَ
وإن لم يشأْ...
فلا حولَ إلا به
فقولوا (لمحمود درويش): لا حول إلا به
إله السماواتِ والأرضِِ
مَنْ خلق النفط والشقراواتِ
ومن جعل الوسكي يُمْزَجُ بالثلج
من ماء زمزم.. حتى يصير
كجدول ماء.. تدفق من كوثر الله..
مِنْ جنة المؤمنينْ
ونحن بني أمّة.. خير ما أخرج الله للعالمينْ..
وهل جّنة المؤمنينَ وأنهارُها
سوى النفطِ.. بين الحجاز وبين الخليج؟!
وأموالنا في البنوك؟!
أجلْ إنَّ مَنْ عمل الصالحاتِ
يصير له في البنوك حسابٌ..
يعزِّيه عن كلِّ من يقتلونَ
ومن يصلبونَ.. بحيفا ويافا..
فنحن.. وهمْ.. إلى ربنا راجعونْ..
أليس كذلك.. يا شاعر العروبةِ
(محمود درويش)؟! فاذكرْ
بشعركَ أحزاننا..
لكلَّ الذي.. يلاقيه إخواننا
وذكِّرْ بما قاله ربنا: ألا فاصبروا
فإنَّ القدير مع الصابرينْ
فقولوا إذاً: ألا صَدَقَ اللهُ
فهو القدير العظيم الحكيمْ
له كلُّ ما في السماواتِ والأرضِِ
إلا ينابيعُ بترولنا..
فيا ربَّنا.. رجوناكَ أبقِ لنا
ينابيعَ بترولنا.. وابقِِ لنا شعراءنا
وأموالنا في البنوك..
ولا تخفضنَّ.. إلهَ السماواتِ سعر الدولارِ
فأنتَ السميع وأنتَ العليم القديرْ
آمينْ.. يا خالقَ العالمينْ
وأَلفُ سلام على المؤمنـيـنْ..
* * *
تحياتي
المدير العام
الجريح